يأجوج ومأجوج في أسطورة الاسكندر السريانية


اضغط على الصورة لتكبيرها


ألفت أسطورة الاسكندر بواسطة كاتب مسيحي من بلاد ما بين النهرين في مدينة أميد او إديسا في الفترة بين سنتي 629 و630 ميلادية. جاء ذلك بعد انتصار الامبراطور هرقل على الساسانيين وهزيمة ملكهم كسرى الثاني.

يحكي هذا الأثر كيف وصل الاسكندر ابن فيليب المقدوني إلى أقاصي الأرض وكيف بنى بوابة حديدية ضخمة في وجه ريح الشمال لصد قبائل الهون The Huns، الذين استقروا في أراضي السكوثيين بالقرب من بحر قزوين، وذلك ليمنعهم من الإغارة على البلدان المجاورة وإفساد أراضيهم.

في منظورها البيزنطي تقدم الأسطورة شخصية الاسكندر في صورة الفاتح العظيم الذي يستكشف أسرار العالم ويصل إلى أقاصيه بداية من الفترة التي وافقت خروج موسى وبني إسرائيل من مصر هربا من الفرعون.

وتذكر القصة أيضا لأول مرة كيف أن الله جعل قرونا حديدية تنموا على رأس الاسكندر كرمز إلى فتوحاته العظيمة.

القصة باختصار تحكي مغادرة الاسكندر لمدينة الإسكندرية بعد أن زوده الملك بسبعة آلاف من الحدّادين والنحّاسين ليقضي شهورا طويلة في البحر والبر مارا بأقوام مختلفين. واستمر جهة الشمال مرورا بأرمينيا وصولا إلى بدايات جبال القوقاز حيث أقام معسكره.

على الجانب الآخر من الجبال تقع أرض يأجوج ومأجوج، وهناك ممر واحد ضيق بين الجبال يمكن قطعه فقط بامتطاء الخيول يصل بين الجانبين. طلب زعماء القبائل المحلية من الاسكندر أن يغلق الممر وحذروه من الممارسات البغيضة والشنيعة التي يقوم بها قوم يأجوج ومأجوج.

أمر الاسكندر حينها ثلاثة آلاف من الحدّادين ومثلهم من النحّاسين ببناء حاجز لصد تلك الأقوام، وقد وصفت القصة أبعاد وحجم الحاجز بالتفصيل. بعد الانتهاء من البناء نحت الاسكندر على البوابة الضخمة بعض الجمل.

احتوت الجمل على نبوءتين اثنتين تشيران إلى أن أمم يأجوج ومأجوج الـ 24 تحت قيادة ملوكها سوف تجتمع خلف البوابة حينما يشاء الله، فتُفتح لهم فينطلقون نحو الأمم المتحضرة ويحاربونهم حتى تغطي دماؤهم الأرض ويستعبدونهم.

تعتبر أسطورة الاسكندر السريانية النص الأقدم الذي ربط حبس يأجوج ومأجوج خلف البوابة بأحداث مستقبلية، واكتسبت هذه الأهمية ضمن الكتابات السريانية التي تعنى بالنبوءات المستقبلية بداية من القرن السابع ميلادي.

0 comments:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets