كيف ترك الرواد آثار أقدامهم على القمر

انقر على الصورة لتكبيرها



نناقش اليوم بمشيئة الله وتوفيقه موضوع آثار الأحذية التي تركها رواد رحلات أبولو على القمر. يؤمن أنصار نظرية المؤامرة بأن أثر الحذاء الذي تركه باز ألدرين ونيل أرمسترونج رائدي رحلة أبولو 11 على أرضية القمر مزيف وغير صحيح لأنه لا يتطابق مع التصميم الموجود أسفل حذاء الرواد كما يظهر في الصور الرسمية لبزاتهم ومعداتهم. 

فإذا نظرنا إلى أسفل الحذاء في هذه الصورة التي تعرض البزة التي كانوا يلبسونها، نجد تصميما يختلف عن الذي يظهر في أرضية القمر، وبالتالي فإنه حسب المشككين من المنطقي استنتاج وجود فبركة وتزييف في الموضوع. حسنا، لننظر إلى صور الرواد التالية من مختلف مراحل المهمة القمرية. 

لنركز جيدا على الحذاء الذي يرتدونه. لنركز على شكله وحجمه ومظهره. الآن، هذه صورة من ضمن الصور الرسمية التي يعتمدها المشككون في تفنيد هذه النقطة. هل الحذاء هو نفسه الذي كانوا يرتدونه؟ طبعا لا. 

الحذاء المعني هو ذلك الموجود على جانب البزة. نعم، هذا بمثابة واقي إضافي يلبسه الرواد فوق الحذاء الأساسي من أجل المشي على أرضية القمر. والخطوط الموجودة بأسفله هي نفس الموجودة بالأثر على تربة القمر. إذن، وبكل بساطة، هذا الادعاء الذي يثيره المشككون يدخل ضمن خانة الادعاءات الباطلة والتي لائحتها طويلة جدا. 

هناك أيضا من يرى استحالة ترك آثار أقدام على القمر حيث أن القمر لا يحتوي على غلاف جوي ولا على بخار ماء عكس ما يوجد على الأرض. حسنا، نستشهد هذه المرة أيضا بمقطع من برنامج Mythbusters يتناول هذه النقطة. 

هنا يتحدثون عن التربة القمرية وكيف أنها تختلف في تكوينها عن تربة الأرض. يتم هنا الإعداد للتجربة داخل حجرة مفرغة من الهواء مع الاستعانة بالحذاء الأصلي للرواد بالإضافة إلى التربة التي زودتهم بها ناسا. ونتيجة التجربة واضحة، وهي أنه علميا من الممكن أن يترك حذاء الرواد أثره في أرضية القمر رغم غياب الغلاف الجوي وبخار الماء.

كيف تحرك العلم الأمريكي على القمر بفعل الريح

انقر على الصورة لتكبيرها


نناقش اليوم بمشيئة الله وتوفيقه موضوع رفرفة العلم الأمريكي على سطح القمر. يؤمن أنصار نظرية المؤامرة بأن رفرفة العلم الأمريكي على سطح القمر حين تثبيته من طرف رواد أبولو هي بسبب وجود رياح في الجو، وبالتالي يستنتجون أن المقطع قد تم تصويره هنا على الأرض. 

حسنا، لننظر أولا لهذا العلم ومكوناته. الهيكل مصنوع من قطع الألومنيوم، والقماش مصنوع من النايلون. تم تثبيت القماش على الهيكل بطريقة تجعله يبدو منبسطا، وذلك بشده من الأعلى على الأنبوب الأفقي ومن الجانب على الأنبوب العمودي. 

قبل أن ننظر إلى التحليل التطبيقي، دعنا نذكر بعض الأمور النظرية. متى تحرك العلم بالضبط؟ إذا نظرنا مليا إلى العلم وهو يتحرك نجد أن حركته مرتبطة بحركة الرائد وهو يحاول تثبيته في الأرضية. بينما يحاول الرائد تثبيت الهيكل في الأرضية عن طريق تدويره يتحرك القماش المثبت به لأنه يتبع حركته. وحال انتهاء عملية التثبيت ولمس الرواد لهيكل الألومنيوم، تسكن حركة العلم تدريجيا حتى يستقر. 

السؤال الآن، رأينا أن العلم تحرك بشدة، إن كان ذلك بفعل الرياح، فهذا يعني أن الريح قوية، مع ذلك، لم نر أي شيء آخر يتأثر بهبوب الرياح، لا شيء يتطاير، لا غبار، لا حجارة صغيرة تتدحرج على الأرض ولا شيء آخر مصاحب للريح من الأمور المعتادة. سنستشهد هذه المرة ببعض المقاطع من إحدى حلقات برنامج هادموا الأساطير Myth Busters، حيث قاموا بعمل تجربة تحاكي مسألة رفرفة العلم وذلك باستخدام علم طبق الأصل للعلم المستخدم في مهمات أبولو القمرية وتجريبه داخل حجرة مفرغة تحاكي الوضع على القمر. الهدف هو معرفة ما إذا كان العلم سيتحرك بنفس الطريقة التي تحرك بها في مقطع المهمة القمرية بدون وجود هواء. 

نراهم هنا يقومون بتركيب القطع مع بعضها لنسخة طبق الأصل للعلم المستخدم في مهمات أبولو. الغرض من هذا العمود الأفقي هو الإبقاء على شكل العلم منبسطا. بعد تثبيت العلم على قاعدته، تبدأ التجربة قبل تشغيل الحجرة وإفراغها من الهواء. يتم تحريك العلم بنفس الطريقة التي حركه بها الرواد أثناء تثبيته على القمر. نلاحظ تحرك العلم بالشكل الذي نتوقع رؤيته عليه في جو الأرض. 

 ننتقل إلى الجزء الأهم الآن، وهو تحريك العلم بعد إفراغ الحجرة من الهواء لتحاكي جو القمر. نرى بوضوح أن العلم يتحرك أيضا بدون وجود هواء أو ريح فقط بفعل الحركة النصف دائرية إلى الجهتين. بل ونرى أيضا أن درجة تحركه أكبر منها في التجربة الأولى. ونرى بوضوح أيضا أن الحركة هي نفسها في فيديوهات ناسا من على القمر.

كيف فبركت ناسا فيلم المهمة القمرية

انقر على الصورة لتكبيرها


نناقش اليوم بمشيئة الله وتوفيقه موضوع مقطع المهمة القمرية وكونه تم التعديل على سرعته من ناسا. يؤمن أنصار نظرية المؤامرة بأن المقطع أو المقاطع التي عرضتها وسجلتها ناسا للمهمة أو المهمات القمرية مفبركة، بحيث تم تسجيلها هنا على الأرض ثم تم إبطاء سرعتها الأصلية لتحاكي بيئة القمر. وطريقة معرفة هذه الفبركة تتجلى في تسريع المقطع حتى تصبح حركة الرواد طبيعية. 

حسنا، للحديث عن الموضوع يجب أن نفهم أولا ما هي السرعة البطيئة slow motion. هناك طريقتان للحصول عليها، الأولى، تسجيل المقطع بالسرعة العادية ثم إبطاءه لاحقا. والثانية، تسجيل المقطع بالسرعة العالية ثم عرضه بالسرعة العادية لاحقا. وهي تبدو أفضل وأكثر واقعية من الأخرى بدون الدخول في تفاصيل تقنية. لكن لم يكن هناك سنة 1969 أية كاميرا بعد تستطيع تصوير الفيديو بالسرعة العالية وتشغيلها بالعرض البطيء، التقنية لم تكن متوفرة آنذاك، ولهذا نستثني هذا الخيار. يتبقى لنا الخيار الأول وهو تسجيل المقطع بالسرعة العادية ثم عرضه بالسرعة البطيئة. 

ولكن المشكلة هي أن وسيلة التسجيل التي كانت متوفرة آنذاك لم تكن لتفي بالغرض. فقد استخدمت الكاميرات أقراصا ممغنطة ذات سعة إجمالية لا تتجاوز 30 ثانية من البث الحي، وهذا يعطي 90 ثانية من العرض البطيء. البث الحي للمهمة القمرية أبولو 11 استغرق 143 دقيقة شاهدها ملايين الناس حول العالم على شاشات التلفاز. لو كانت ناسا عرضت الفيلم، الذي سجلته حسب المشككين داخل استديوهاتها، بالسرعة البطيئة، لكان يجب عليها امتلاك قرص ممغنط بسعة 47 دقيقة. 

 لنبسط قليلا هذا المفهوم قبل أن نتابع. القرص الممغنط المتوفر آنذاك، يسمح بتسجيل 30 ثانية بالسرعة العادية، بالعرض البطيء تصبح المدة 90 ثانية. المقاطع التي نشاهدها اليوم للمهمة القمرية هي مقاطع صغيرة، ويسهل فبركتها، لكن بث المهمة القمرية استمر لمدة 143 دقيقة، إن كانت بالعرض البطيء كما يدعي المشككون، فهذا يجعل سعة القرص الأصلية الذي تم تسجيل الفيلم عليه 47 دقيقة. أي أنها امتلكت قرصا لم يتم اختراعه بعد. هذا يعني أن ناسا امتلكت قرصا خاصا جدا تعادل سعته 1410 ثانية مقارنة بالذي كان متوفرا ذو ال 30 ثانية. لكن حسب المشككين، فهذا ليس مستبعدا، لأن ناسا لها تكنولوجيا سرية جد متطورة. هذا أيضا منطق مضحك، لأن المشككين أنفسهم وصفوا نظام الملاحة الخاص بمكوك المهمة القمرية بأنه بطيء أو بالأحرى بدائي نوعا ما. من فضلكم، اختاروا أمرا واحدا، إما أن ناسا تمتلك تكنولوجيا متطورة، إما أنها تمتلك تكنلوجيا متخلفة. لا يمكن الأمرين معا. 

هناك أيضا من ذهب إلى تفسير آخر يعتقده أكثر منطقية. وهو أنا ناسا فعلا استخدمت القرص ذو سعة ال 30 ثانية، لكنها استخدمت أقراصا كثيرة وقامت بقطع وإلصاق الشريط (لأنه آنذاك لم يكن وسيط التخزين رقميا مثل الآن). حسنا لننظر إلى هذا الادعاء أيضا. كانت البكرة الواحدة تحمل شريط تصوير مدته 11 دقيقة وبطول 304 متر. مدة 143 دقيقة يلزمها 6 بكرات ونصف بحيث يصل الطول الإجمالي للشريط تقريبا كيلومترين اثنين. 

يجب قص ولصق هذه الأشرطة مع بعضها البعض لتعطي شريطا واحدا، ويجب تخزين هذا الشريط في حجرة فيلم واحدة ضخمة، وهذه غير موجودة أصلا. عملية النقل والطباعة لنسخ النيغاتيف كانت ستخلف بدون شك آثار مختلفة مثل الخدوش والبقع والغبار وغيرها كالتي تظهر في الأفلام القديمة، وكل هذا غير موجود بتاتا في البث الذي شاهده الملايين حول العالم. كخلاصة لهذا الباب، تقنيا، لم يكن ممكنا فبركة الفيلم وعرضه بالتصوير البطيء كما يظن المشككون لأن التكنولوجيا لم تكن متوفرة آنذاك، بل هي حديثة عهد بتصوير الفيديو. فإذا أردت الحكم على صحة الشريط، احكم عليه انطلاقا مما كان متوفرا حينها.

كيف فبركت ناسا حجارة القمر

انقر على الصورة لتكبيرها


نناقش اليوم بمشيئة الله وتوفيقه موضوع حجارة القمر المزيفة. يؤمن أنصار نظرية المؤامرة بأن الحجارة القمرية التي جلبها رواد رحلة أبولو مزيفة، وأنها مجرد صخور ملفقة بعناية. الدليل الذي يستندون عليه هو حادثة حجر القمر الذي كان يعرضه المتحف الوطني الهولندي. فقد تبين أن الحجر ليس سوى قطعة من الخشب المتحجر بعد تحليله. حسنا، دعنا ننظر إلى الحادثة وبعض تفاصيلها المهمة. 

في سنة 2009 تناقلت بعض وسائل الإعلام خبر اكتشاف القيمين على المتحف الوطني الهولندي بأمستردام أن الحجر القمري من بعثة أبولو 11 الذي كان يعرض ضمن مقتنياته مجرد قطعة من الخشب المتحجر. بطاقة الحجر تذكر أنه تم التبرع به يوم التاسع من أكتوبر سنة 1969 خلال الجولة العالمية لطاقم أبولو 11 من طرف J.W. Meddendorf II السفير الأمريكي بهولندا آنذاك، لفائدة Willem Drees وزير هولندي سابق خدم فترته قبل عشرة أعوام من ذلك التاريخ. 

حينما توفي الوزير الهولندي سنة 1988 تم عرض الحجر بالمتحف. في سنة 2006، رأى عالم فيزياء هولندي الحجر وانتابه الشك حوله بسبب لونه المحمر، فأخطر مسؤولي المتحف أنه من غير المرجح أن تكون ناسا قد تبرعت بهذا الحجر، وفقط بعد ثلاثة أشهر من مهمة أبولو وحتى قبل وصول العينات الأخرى من الرحلات اللاحقة. 

هذا بالإضافة إلى أن الحجارة الأخرى التي تبرعت بها ناسا لفائدة الدول الأخرى أقل حجما منه بكثير. اتصل القيمون على المتحف بمكتب ناسا ليستفسروا عن معلومات حجر تبرع به السفير الأمريكي سنة 1969، فأكد المكتب أنه لا توجد لديهم أية سجلات بخصوص ذلك الحجر ولم يسبق لهم أن وثقوا خروجه من جهتهم. فقام المتحف بفتح بحث في موضوع الحجر سنة 2009 ليتوصل إلى النتائج التالية: طريقة حصول المتحف على الحجر ليست الطريقة التي اعتمدتها ناسا في التبرع بالعينات لأكثر من 100 دولة، فلا يمكن أن يتسلم العينة سوى شخص يمثل الحكومة آنذاك، وليس شخص سابق في تمثيلها. 

العينات التي تبرعت بها ناسا مجرد شظايا صغيرة الحجم وموثقة في مستندات خاصة، وهذا الحجر كبير الحجم وغير موثق. العينات أيضا تم تغليفها بمادة بلاستيكية شفافة قبل تسليمها لممثلي الدول وهذا الحجر لم يكن كذلك. الحجر يحتوي في مكوناته على الكوارتز وعناصر أخرى تضعه في فئة الأخشاب، الحجارة الأخرى التي فحصها العلماء تحتوي نسبا مختلفة من معادن عدة كالبيروكسين والاوليفين إضافة إلى الحديد والمغنيزيوم وغيرها. 

 إذن، الخلاصة هي أن ناسا لم تتبرع بذلك الحجر للمتحف الهولندي ولا وجود له في السجلات الرسمية. ولو كانت حجارة القمر مفبركة لكانت جميعها كذلك، لكن هذا الأمر غير صحيح، فقد فحص الكثير من العلماء الكثير من العينات ولم يحدث أن تحدث أحدهم عن وجود حجر مفبرك.

كيف كذب الرواد حول رؤية النجوم

انقر على الصورة لتكبيرها




نناقش اليوم بمشيئة الله وتوفيقه قضية إنكار رواد الفضاء لرؤيتهم النجوم وهم على سطح القمر. تنتشر لدى المؤمنين بنظريات المؤامرة مقاطع عدة تروج لفكرة أن رواد رحلات أبولو إلى القمر اعترفوا بأنهم لم يتمكنوا مطلقا من رؤية النجوم طوال فترة تواجدهم بالفضاء وعلى سطح القمر. وهذا الأمر يثبت كذبة الصعود المزعوم للقمر لأن المتعارف عليه في الوسط العلمي أن النجوم يمكن رؤيتها من خارج الأرض. واعتراف الرواد بذلك هو دليل كذبهم. حسنا، دعنا نلقي نظرة على أهم مقطع من هذه المقاطع (عرض الفيديو). 

هذا المقطع طبعا هو جزء من المؤتمر الصحفي لطاقم أبولو بعد العودة من رحلتهم إلى القمر سنة 1969 والذي استمر لأكثر من ساعة واحدة. لنلقي نظرة أخرى إلى الجزء الذي يخصنا ونركز على سياق الكلام دون حذف أو تحوير لنرى هل فعلا هذا الادعاء صحيح (مشاهدة المقطع). حسنا، كما رأينا، أرمسترونج قال بأنهم بدون استخدام أدوات بصرية، لم يتمكنوا من رؤية النجوم بالعين المجردة وهم نهارا على سطح القمر. حديث الرواد هذا ليس فيه إنكار لرؤية النجوم بالمعنى الذي يروجه المشككون حيث يدعون أنهم لم يروها مطلقا طوال مدة الرحلة. بل كانوا يقصدون أن أشعة الشمس القوية تحجب رؤية النجوم على الجانب المنير من القمر. الرواد تحدثوا هنا عن لحظة بعينها، وهي لحظة تصوير هالة الشمس، أو بينما كانوا نهارا على سطح القمر. لم يتحدثوا عن عدم رؤيتهم للنجوم طوال رحلتهم. لنستمع مجددا إلى جزء مطول من المقطع (المقطع). 

إذن، بالاستماع إلى كلام الرواد بكامله في سياقه الأصلي نجد ذكرهم لرؤية النجوم واستخدامها كمرجع لعمل حساباتهم في المهمة القمرية، وهو عكس ما يدعيه المشككون. وهناك نقطة أخرى مهمة، فحسب المشككين، هذه الحركة التي قام بها أرمسترونج بمرفقه لزميله كولينز عندما عقب على كلامه حول رؤية النجوم تبين أنه كان سيقول كلاما يفضح أمرهم فوكزه لينتبه. المؤتمر طبعا لم يتم تصويره بكاميرا وحيدة، بل كانت هناك كاميرا أمامية أيضا، وهي تكشف سخافة هذا الادعاء، هذا مثال فقط على التلفيقات الكثيرة التي يدرجها هؤلاء المشككون سواء في هذا الموضوع أو غيره. إذن، في هذه الادعاءات تضليل كبير طبعا، لأن أخذ جزء من الكلام خارج سياقه وترويجه على أنه شيء آخر يشبه تماما اقتطاع عبارة "ويل للمصلين" وترك باقي الآية الكريمة حيث السياق الأصلي. وهذا من أجل التضليل فقط. وقبل أن نختم هذا الجزء، ننظر بعجالة إلى قضية عدم ظهور النجوم في صور القمر التي التقطتها الرحلات القمرية. فما يثيره المشككون هنا هو أن الصور تم التقاطها داخل استوديو ذو خلفية سوداء تحاكي السماء، لذلك ليس بها نجوم. 

حسنا، هل سبق لك وأن قارنت النجوم التي تراها ليلا بينما أنت في منزلك في المدينة وبين النجوم التي تراها وأنت في الريف أو البادية أو حتى في ضواحي المدينة؟ إن لم تكن قد فعلت، فيجب عليك فعل ذلك بداية وقبل أي شيء. سترى أن عدد النجوم التي تراها في سماء المدينة قليل جدا مقارنة بالتي تراها في سماء الريف، والسبب هو أن أضواء المدينة تحجب رؤيتها. وأيضا، هل سبق لك وحاولت التقاط صورة للسماء ليلا وتفاجأت بأن النجوم لا تظهر في الصورة؟ إن لم يسبق لك وقمت بهذا، فافعل الليلة وتأكد بنفسك. ما نتحدث عنه هنا هو ما يصطلح عليه علميا بدرجة التعرض أو التعريض للضوء Exposure. وهو يشير إلى كمية الضوء التي يُسمح بالتقاطها. أحيانا قد تكون درجة هذا التعريض مشكلة بحيث تؤثر على التفاصيل الذي تظهر على الصور الملتقطة. قد يكون التعريض مرتفعا أكثر مما يجب overexposure، فيؤدي إلى ظهور بعض الأجزاء المضيئة في الصورة بيضاء تماما وفقدان بعض التفاصيل. ويمكن أن يكون هذا التعريض منخفضا أكثر مما يجب underexposure، فيؤدي إلى ظهور بعض الأجزاء الداكنة سوداء تماما وفقدان التفاصيل الموجودة بها. 

في صور القمر، لا تظهر النجوم في السماء بسبب التعريض المنخفض underexposure، ولو كانوا ينوون ظهورها في الصور كان يجب عليهم رفع درجة التعريض بشكل كبير، مما كان سيُفقد التفاصيل الأساسية للصورة. وطبعا لم يكن الهدف تصوير النجوم. يعني، هذه مسألة تقنية ولا علاقة لها بوجود مؤامرة في الموضوع. لو حاولنا مثلا رفع مستوى التعريض في هذه الصورة، ستظهر آثار بعض النجوم، لكن الصورة بكاملها تصبح غير صالحة. وطبعا ضبط إعدادات التعريض لالتقاط النجوم يجب أن يتم لحظة التصوير وليس بعدها.