حقيقة الفتحات القطبية

حقيقة أم خيال

تدوينة نصية - حقيقة الفتحات القطبية

  بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وجميع من تبعه بإحسان إلى يوم الدين

فتحتان عملاقتان، واحدة عند القطب الشمالي، والثانية عند القطب الجنوبي. تقودان إلى عالم الأرض المجوفة. هاتين الفتحتين، تظهران على مختلف الصور التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية، حيث تظهر دائرتان سوداوتان في مركز كل من القطبين.

غير أن هذه الصور هي قليلة، فقد تمكن من الحصول عليها بعض الناس صدفة، أو سرقة، أو سربتها بعض الجهات السرية، قبل أن تقوم وكالات الفضاء العالمية بإخفائها أو التعديل عليها بواسطة برنامج فوتوشوب.

لقد ساهم هؤلاء القلة من الناس، في نشر هذه الصور عبر الشبكة العنكبوتية لمحاولة فضح الأسرار التي لا تريد الحكومات العالمية لعامة الناس معرفتها. هذه الصور تؤكد بشكل واضح مكان الفتحات التي دخل من خلالها المستكشفون إلى عالم الأرض الداخلية، وكذلك المكان الذي فر إليه زعيم النازيين أدولف هتلر بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. وبدون أدنى شك، الفتحتان أكبر دليل على أن الأرض مجوفة.


فهل هذا حقيقي أم مجرد أكاذيب وخزعبلات؟

يعيش الإنسان في عالم ثلاثي الأبعاد، فكل شيء يراه أو يلمسه هو ثلاثي الأبعاد، ونعني بهذا، الطول والعرض والارتفاع. كوكبنا هو أيضا جسم ثلاثي الأبعاد، جسم كروي. المشكلة هي أن معظم الخرائط ثنائية الأبعاد، فتتكون من طول وعرض فقط. وحتى أدوات التمثيل ثلاثي الأبعاد هي مجرد محاكاة، فلا وجود لعنصر العمق بها.

إذا كانت هذه هي الحالة، فكيف يمكن الحصول على خريطة دقيقة لكوكب الأرض؟

باستخدام قشرة البرتقالة لتقريب المفهوم، يتم الاعتماد في رسم خرائط الأرض على نظام الإسقاط.

بهذا النظام، يتم إسقاط صور لكوكب الأرض على قوالب مختلفة، من أهمها القالب المخروطي، والقالب الأسطواني، والقالب المسطح. هذه الإسقاطات تشكل صورا ثنائية الأبعاد لكوكب الأرض، لها استخدامات مختلفة. غير أنه وبغض النظر عن القالب المستخدم في الإسقاط، فإن الشكل المحصل عليه يكون مشوها، أي يختلف عن الأصل في كثير من الجوانب.

على سبيل المثال، في الإسقاط الأسطواني، تظهر قارة أنتاركتيكا (القطب الجنوبي) ضخمة جدا، كما تبدو جزيرة غرينلاند (الجزيرة الخضراء في الشمال الشرقي لأمريكا) بنفس حجم القارة الأمريكية الجنوبية، مع العلم أنها في الأصل أصغر من ذلك بكثير. لذلك لا وجود لشيء اسمه إسقاط مثالي لخريطة الكوكب. ولا وجود لخريطة مثالية له.

خلال فترة الستينات من القرن الماضي، أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا قمرين صناعيين من أجل دراسة مناخ الكوكب، وبالتحديد دراسة غطاء السحب.


فكان من بين أهم الخرائط التي تم الحصول عليها ما يظهر في الصورتين التاليتين.

مع قليل من البحث عن طريقة إنشاء هذه الصور، سنعرف حقيقة هذا السر.

القمران الصناعيان المعنيان بالأمر، يحملان الإسم ESSA3 و ESSA7، وهما يعملان بأحد أنواع الإسقاط الأسطواني اسمه ميركايتر Mercator.

يقوم هذان القمران الصناعيين بتقسيم الأرض إلى مناطق ومساحات منفصلة، ثم يتم تصويرها كل على حدة، وفي المرحلة النهائية يتم تجميع كل الصور مع بعضها البعض لتكوين الخريطة الكاملة.

من عيوب هذه التقنية، عدم القدرة على إظهار المناطق المتواجدة فوق خط العرض المحدد ب 70 درجة بشكل كامل، سواء شمالا أو جنوبا، وهذا يعني استحالة الحصول على الشكل الحقيقي للمناطق القطبية إلا باستخدام نمط آخر من الإسقاط.

إذن، الصورتان لا تمثلان أي دليل على أي فتحات، وإنما جهل الناس بطريقة الحصول على هذا النوع من الصور، يطلق العنان لمخيلاتهم لنسج قصص غريبة وعجيبة حولها.

ولكن، لنتوقف قليلا على هاتين الصورتين ونلقي عليهما قليلا من الضوء.

الصورة الأولى، مكتوب أسفل منها كتعليق من الشخص الذي نشرها: تم التقاط هذه الصورة بتاريخ 6 يناير / كانون الثاني 1967 بواسطة القمر الصناعي ESSA3، وهي تبين بشكل واضح الفتحة في القطب الشمالي.

الصورة الثانية، مكتوب أسفل منها كتعليق من نفس الشخص الذي نشرها لأول مرة: الصورة الرائعة التي التقطها القمر الصناعي ESSA7 بتاريخ 23 نوفمبر / تشرين الثاني 1968، تقريبا ليس هناك أي غطاء سحبي، المناطق الجليدية يمكن ملاحظتها على الواجهة، والفتحة في القطب الشمالي يمكن مشاهدتها بوضوح.

بالنظر إلى التاريخ المذكور في الصورة الأولى، فإن المتعارف عليه أن القطب الشمالي يكون في ذلك الوقت من السنة في ظلام دامس، فهكذا هو الحال مع الشتاء القطبي.

نشاهد في الصورتين ظهور نصفي الكرة الشمالي مع بعض بشكل واضح، وهذا يستحيل إلا في حالة واحدة، وهي أن تكون المنطقة القطبية الشمالية في تعامد تام مع ضوء الشمس، وهذا ما لم يحصل أبدا في ذلك الوقت من السنة. والصورة هي تجميع لعدة صور منفردة.

في حالة كون الدائرة السوداء فتحة للعالم الداخلي، فإنه من المفروض أن تظهر الفتحة على شكل قرص ساطع عوض فتحة سوداء، حيث يقول أصحاب نظرية الأرض المجوفة أن هناك شمس داخلية ينبعث نورها من القطبين، لكن هذا غير موجود بالصورتين.

تنتشر أيضا في مختلف منتديات المؤمنين بنظرية الأرض المجوفة صور أخرى تعتبر عندهم دليلا على وجود فتحات في القطبين، ومن بينها الصورة التالية..

قبل الدخول في التفاصيل، مصدر هذه الصورة هو ملفات رحلة أبولو 16 التي كانت متوجهة إلى القمر، وهي ما زالت متواجدة على موقع ناسا بدقة وضوح عالية إلى جانب الكثير من الصور الأخرى (الرابط).

يقول المؤمنون بنظرية الأرض المجوفة، إن هذه الصورة تبين الفتحة العملاقة في القطب الشمالي والتي تقود للعالم الداخلي أو عالم الأرض المجوفة.

فلننظر إلى التفاصيل لنتأكد من صحة هذا الادعاء.

أولا، الصورة المنتشرة عبر الشبكة العنكبوتية مقصوصة وخضعت لعدة عمليات تعديل على الإضاءة والوضوح والتباين، طبعا عن طريق فوتوشوب. وأيضا تم تدويرها نحو اليمين حتى تبدو الفتحة في المكان الصحيح أي فوق القطب.


ثانيا، الصورة تم قصها لتخفي بعض التفاصيل. إذا نظرنا مجددا إلى الصورة الأصلية، فإننا سنشاهد القارة الأمريكية الشمالية، وبعمل مطابقة لأي مجسم مبسط للكوكب، فإننا سنكتشف أن مكان القطب الشمالي بعيد جدا عن الفتحة المزعومة. والفتحة هي مجرد حالة مناخية واضطراب في السحب لا أقل ولا أكثر.

لهذا السبب، تم قص الصورة وتدويرها حتى لا يكون هناك دليل على بطلانها، ولكن كما يقول المثل، حبل الكذب قصير.

كما أن حجم الفتحة يجب أن يكون مطابقا لنفس حجم الفتحات في الصور المختلفة التي ينشرها المروجون لنظرية الجوفية. غير أن الصور المزعومة تتناول أحجاما مختلفة للفتحات. وبالتالي فهي تناقض بعضها بعضا.

أرجو أن تجعلوا هذا البحث المتواضع نقطة انطلاق لكم لتبحثوا وتنقبوا بأنفسكم عن الحقائق ولا تسمحوا لأي كان بأن يملي عليكم أجندات معينة، سواء كان مدركا لذلك أم مجرد تابع مسروق العقل.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

ودمتم في رعايته وحفظه تعالى باحثين عن الحقيقة.

I'm reading: حقيقة الفتحات القطبية

بقلم رضا الأزغاري

أنا من المغرب، باحث في مجالات الميتافيزيقيا والخوارق والماورائيات، هذه المدونة تهتم بنشر مختلف المواضيع المندرجة ضمن التخصصات المذكورة، أرجوا أن لا تبخلوا علي بمتابعتكم لمواضيعي إن كانت تهمكم، كما أن تعليقاتكم تهمني وتزيد من عطائي لكم إخوتي الكرام، وأي استفسار أنا موجود وشكرا

قسم : الأرض المجوفة