انقر على الصورة لتكبيرها
نناقش اليوم بمشيئة الله وتوفيقه موضوع حجارة القمر المزيفة.
يؤمن أنصار نظرية المؤامرة بأن الحجارة القمرية التي جلبها رواد رحلة أبولو مزيفة، وأنها مجرد صخور ملفقة بعناية.
الدليل الذي يستندون عليه هو حادثة حجر القمر الذي كان يعرضه المتحف الوطني الهولندي. فقد تبين أن الحجر ليس سوى قطعة من الخشب المتحجر بعد تحليله.
حسنا، دعنا ننظر إلى الحادثة وبعض تفاصيلها المهمة.
في سنة 2009 تناقلت بعض وسائل الإعلام خبر اكتشاف القيمين على المتحف الوطني الهولندي بأمستردام أن الحجر القمري من بعثة أبولو 11 الذي كان يعرض ضمن مقتنياته مجرد قطعة من الخشب المتحجر.
بطاقة الحجر تذكر أنه تم التبرع به يوم التاسع من أكتوبر سنة 1969 خلال الجولة العالمية لطاقم أبولو 11 من طرف J.W. Meddendorf II السفير الأمريكي بهولندا آنذاك، لفائدة Willem Drees وزير هولندي سابق خدم فترته قبل عشرة أعوام من ذلك التاريخ.
حينما توفي الوزير الهولندي سنة 1988 تم عرض الحجر بالمتحف.
في سنة 2006، رأى عالم فيزياء هولندي الحجر وانتابه الشك حوله بسبب لونه المحمر، فأخطر مسؤولي المتحف أنه من غير المرجح أن تكون ناسا قد تبرعت بهذا الحجر، وفقط بعد ثلاثة أشهر من مهمة أبولو وحتى قبل وصول العينات الأخرى من الرحلات اللاحقة.
هذا بالإضافة إلى أن الحجارة الأخرى التي تبرعت بها ناسا لفائدة الدول الأخرى أقل حجما منه بكثير.
اتصل القيمون على المتحف بمكتب ناسا ليستفسروا عن معلومات حجر تبرع به السفير الأمريكي سنة 1969، فأكد المكتب أنه لا توجد لديهم أية سجلات بخصوص ذلك الحجر ولم يسبق لهم أن وثقوا خروجه من جهتهم. فقام المتحف بفتح بحث في موضوع الحجر سنة 2009 ليتوصل إلى النتائج التالية: طريقة حصول المتحف على الحجر ليست الطريقة التي اعتمدتها ناسا في التبرع بالعينات لأكثر من 100 دولة، فلا يمكن أن يتسلم العينة سوى شخص يمثل الحكومة آنذاك، وليس شخص سابق في تمثيلها.
العينات التي تبرعت بها ناسا مجرد شظايا صغيرة الحجم وموثقة في مستندات خاصة، وهذا الحجر كبير الحجم وغير موثق. العينات أيضا تم تغليفها بمادة بلاستيكية شفافة قبل تسليمها لممثلي الدول وهذا الحجر لم يكن كذلك. الحجر يحتوي في مكوناته على الكوارتز وعناصر أخرى تضعه في فئة الأخشاب، الحجارة الأخرى التي فحصها العلماء تحتوي نسبا مختلفة من معادن عدة كالبيروكسين والاوليفين إضافة إلى الحديد والمغنيزيوم وغيرها.
إذن، الخلاصة هي أن ناسا لم تتبرع بذلك الحجر للمتحف الهولندي ولا وجود له في السجلات الرسمية. ولو كانت حجارة القمر مفبركة لكانت جميعها كذلك، لكن هذا الأمر غير صحيح، فقد فحص الكثير من العلماء الكثير من العينات ولم يحدث أن تحدث أحدهم عن وجود حجر مفبرك.
0 comments:
إضغط هنا لإضافة تعليق
إرسال تعليق
Blogger Widgets