كيف فبركت ناسا فيلم المهمة القمرية

انقر على الصورة لتكبيرها


نناقش اليوم بمشيئة الله وتوفيقه موضوع مقطع المهمة القمرية وكونه تم التعديل على سرعته من ناسا. يؤمن أنصار نظرية المؤامرة بأن المقطع أو المقاطع التي عرضتها وسجلتها ناسا للمهمة أو المهمات القمرية مفبركة، بحيث تم تسجيلها هنا على الأرض ثم تم إبطاء سرعتها الأصلية لتحاكي بيئة القمر. وطريقة معرفة هذه الفبركة تتجلى في تسريع المقطع حتى تصبح حركة الرواد طبيعية. 

حسنا، للحديث عن الموضوع يجب أن نفهم أولا ما هي السرعة البطيئة slow motion. هناك طريقتان للحصول عليها، الأولى، تسجيل المقطع بالسرعة العادية ثم إبطاءه لاحقا. والثانية، تسجيل المقطع بالسرعة العالية ثم عرضه بالسرعة العادية لاحقا. وهي تبدو أفضل وأكثر واقعية من الأخرى بدون الدخول في تفاصيل تقنية. لكن لم يكن هناك سنة 1969 أية كاميرا بعد تستطيع تصوير الفيديو بالسرعة العالية وتشغيلها بالعرض البطيء، التقنية لم تكن متوفرة آنذاك، ولهذا نستثني هذا الخيار. يتبقى لنا الخيار الأول وهو تسجيل المقطع بالسرعة العادية ثم عرضه بالسرعة البطيئة. 

ولكن المشكلة هي أن وسيلة التسجيل التي كانت متوفرة آنذاك لم تكن لتفي بالغرض. فقد استخدمت الكاميرات أقراصا ممغنطة ذات سعة إجمالية لا تتجاوز 30 ثانية من البث الحي، وهذا يعطي 90 ثانية من العرض البطيء. البث الحي للمهمة القمرية أبولو 11 استغرق 143 دقيقة شاهدها ملايين الناس حول العالم على شاشات التلفاز. لو كانت ناسا عرضت الفيلم، الذي سجلته حسب المشككين داخل استديوهاتها، بالسرعة البطيئة، لكان يجب عليها امتلاك قرص ممغنط بسعة 47 دقيقة. 

 لنبسط قليلا هذا المفهوم قبل أن نتابع. القرص الممغنط المتوفر آنذاك، يسمح بتسجيل 30 ثانية بالسرعة العادية، بالعرض البطيء تصبح المدة 90 ثانية. المقاطع التي نشاهدها اليوم للمهمة القمرية هي مقاطع صغيرة، ويسهل فبركتها، لكن بث المهمة القمرية استمر لمدة 143 دقيقة، إن كانت بالعرض البطيء كما يدعي المشككون، فهذا يجعل سعة القرص الأصلية الذي تم تسجيل الفيلم عليه 47 دقيقة. أي أنها امتلكت قرصا لم يتم اختراعه بعد. هذا يعني أن ناسا امتلكت قرصا خاصا جدا تعادل سعته 1410 ثانية مقارنة بالذي كان متوفرا ذو ال 30 ثانية. لكن حسب المشككين، فهذا ليس مستبعدا، لأن ناسا لها تكنولوجيا سرية جد متطورة. هذا أيضا منطق مضحك، لأن المشككين أنفسهم وصفوا نظام الملاحة الخاص بمكوك المهمة القمرية بأنه بطيء أو بالأحرى بدائي نوعا ما. من فضلكم، اختاروا أمرا واحدا، إما أن ناسا تمتلك تكنولوجيا متطورة، إما أنها تمتلك تكنلوجيا متخلفة. لا يمكن الأمرين معا. 

هناك أيضا من ذهب إلى تفسير آخر يعتقده أكثر منطقية. وهو أنا ناسا فعلا استخدمت القرص ذو سعة ال 30 ثانية، لكنها استخدمت أقراصا كثيرة وقامت بقطع وإلصاق الشريط (لأنه آنذاك لم يكن وسيط التخزين رقميا مثل الآن). حسنا لننظر إلى هذا الادعاء أيضا. كانت البكرة الواحدة تحمل شريط تصوير مدته 11 دقيقة وبطول 304 متر. مدة 143 دقيقة يلزمها 6 بكرات ونصف بحيث يصل الطول الإجمالي للشريط تقريبا كيلومترين اثنين. 

يجب قص ولصق هذه الأشرطة مع بعضها البعض لتعطي شريطا واحدا، ويجب تخزين هذا الشريط في حجرة فيلم واحدة ضخمة، وهذه غير موجودة أصلا. عملية النقل والطباعة لنسخ النيغاتيف كانت ستخلف بدون شك آثار مختلفة مثل الخدوش والبقع والغبار وغيرها كالتي تظهر في الأفلام القديمة، وكل هذا غير موجود بتاتا في البث الذي شاهده الملايين حول العالم. كخلاصة لهذا الباب، تقنيا، لم يكن ممكنا فبركة الفيلم وعرضه بالتصوير البطيء كما يظن المشككون لأن التكنولوجيا لم تكن متوفرة آنذاك، بل هي حديثة عهد بتصوير الفيديو. فإذا أردت الحكم على صحة الشريط، احكم عليه انطلاقا مما كان متوفرا حينها.

0 comments:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets